عند إحراق النفايات في الهواء الطلق، خاصة في غياب شروط السلامة، يحدث احتراق غير كامل، مما يؤدي إلى إطلاق ملوثات سامة في الجو، تبقى عالقة في الهواء وتنتشر على نطاق واسع. من بين أخطر هذه الملوثات نجد الديوكسينات (Dioxines)، وهي مركبات كيميائية سامة تنتج أساساً عند احتراق المواد المحتوية على الكلور مثل البلاستيك. هذه المواد مصنفة ضمن المواد المسرطنة من الدرجة الأولى حسب تصنيف الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC - Groupe 1 : Cancérogènes pour l’homme).
تشير الدراسات إلى أن التعرض المتكرر أو المزمن للديوكسينات يمكن أن يؤدي إلى تطور أمراض سرطانية مختلفة، مثل سرطان الكبد (Carcinome hépatocellulaire)، وسرطان الغدد اللمفاوية (Lymphome non hodgkinien)، وسرطان الرئة (Cancer du poumon). إضافة إلى ذلك، تؤثر هذه المركبات على الجهاز الهرموني (Système endocrinien)، حيث تتسبب في اضطرابات في الإفرازات الهرمونية، مما قد يؤدي إلى العقم (Infertilité) أو اضطرابات في النمو عند الأطفال (Troubles du développement chez l’enfant).
كما أن استنشاق الأبخرة الناتجة عن الحرق يسبب التهابات مزمنة في الجهاز التنفسي (Infections respiratoires chroniques)، مثل التهاب الشعب الهوائية (Bronchite chronique) والربو (Asthme), وقد يؤدي إلى تهيج الأغشية المخاطية، وظهور أعراض مستمرة مثل السعال والضيق التنفسي (Dyspnée).
ولا يتوقف التأثير عند الجهاز التنفسي أو السرطان، بل إن هذه المواد تؤثر أيضًا على الجهاز المناعي (Système immunitaire)، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للأمراض والعدوى المتكررة، وخاصة لدى الفئات الحساسة مثل الأطفال (Enfants) وكبار السن (Personnes âgées).
يمتد تأثير هذا التلوث إلى التربة والمياه والنباتات، حيث تتراكم الملوثات وتنتقل عبر السلسلة الغذائية (Chaîne alimentaire)، ما يجعل السكان يتعرضون لها ليس فقط عبر الهواء، بل أيضًا من خلال الطعام والماء الملوث.
الحل يبدأ بتغيير السلوك وتجنب الحرق العشوائي للنفايات، خصوصًا في الليل، واللجوء إلى وسائل جمع النفايات والتدوير المنظمة. كما أن على البلديات والمجتمع المدني تكثيف حملات التوعية بخطورة هذه الممارسة، وتشجيع بدائل صحية وآمنة.
في الختام، فإن إحراق النفايات المنزلية ليلاً ليس فقط مصدرًا للتلوث، بل هو سبب مباشر لمجموعة من الأمراض الخطيرة، أبرزها السرطان، ويجب التعامل معه بوعي وصرامة حمايةً للصحة العامة ..
مصادر المعلومات المذكورة في المقال
Organisation mondiale de la santé (OMS) — Suisse (Genève)
Agence internationale de recherche sur le cancer (CIRC) — France (Lyon)
Agence de protection de l’environnement des États-Unis (EPA) — États-Unis
Programme des Nations Unies pour l’environnement (PNUE) — Kenya (Nairobi)
Revue Environmental Health Perspectives (EHP) — États-Unis
Agence pour les substances toxiques et le registre des maladies (ATSDR) — États-Unis
تحرير : ياسمين - ب